تعتبر حكاية زرقاء اليمامة قصة درامية تحكي قصة امرأة قوية ومقدامة، لكنها انتهت بطريقة مؤلمة. رغم قوتها وحكمتها في البداية، إلا أن الحسد والخيانة كانا سببًا في نهايتها الحزينة. تظل زرقاء اليمامة رمزًا للشخصيات القديمة والأحداث التي شهدتها تلك العصور البعيدة.
زبدة القصة كانت في الصراعات الدائرة بين قبيلتين كبيرتين في منطقة اليمامة. كانت زرقاء اليمامة تلعب دورًا حاسمًا في مساعدة هاتين القبيلتين في حروبهما. كانت تتواجد على قمة جبل عالٍ، مما سمح لها برصد حركة الأعداء ومساراتهم. ثم كانت تقوم بإخطار قبيلتها بتلك المعلومات، مما ساهم في نجاحهم في كل معركة. لذلك، كان لها مكانة خاصة في قلوب أفراد قبيلتها، وكان الأولاد والبنات يحتفلون بها ويحترمونها بشدة.
إلا أن القصة تأخذ منعطفًا غريبًا حينما دخلت الخيبة والخيانة في معاداة زرقاء اليمامة. حيث طلب أحد رجال قبيلتها منها أن تبين له مسافة معينة، ثم قاموا بإخفاء أنفسهم خلف الأشجار. ولكن زرقاء عاكف النظر كشفت خدعتهم. رغم تحذيرها من تلك المخاطر في الليل، إلا أن الجيش تقدم بشكل غير متوقع. ثم قالوا لها: “لقد سارت الأشجار نحونا وأتتنا هوامش من جيش الأعداء.” ولكن رفضوا تصديقها واعتبروها مجرد خرافة.
وبالفعل، دخلت جيوش الأعداء المدينة بسهولة، وفاجأوا الجميع. سألها ملك الأعداء عن رؤيتها، وأجابت بالصراحة: “رأيت الأشجار تتحرك.” هذا الرد الصادق كان كافيًا لإحباط الملك، الذي قرر قلع عيني زرقاء اليمامة لتجنب خطرها.
ويذكر أن زرقاء اليمامة، التي كان يُلقبونها أيضًا بـ “عَنز”، كانت امرأة من قبيلة جديس. كانت تعتبر من أجمل النساء في قبيلتها، حتى أنها شُبّهت بجمال القمر في ليالي البدر.
عاشت زرقاء اليمامة في منطقة فسيحة تعرف باسم “جَوّ”، وكانت تتميز بقوة بصرها وقدرتها الرائعة على رؤية الأشياء من مسافات بعيدة للغاية، وهذا هو ما جعلها تحمل لقب “زرقاء اليمامة.” وكانت هذه الحادثة هي التي أدت إلى تغيير اسم المدينة من جديس إلى اليمامة.